Category Archives: مشاريع ♥

تحدّي الـ ١٠٠٠٠ صفحة .. من جديد

قياسي

تحديث :

ظروف كثيرة ألمّت بي، أصبحت قراءتي ميّتة بسببها ولم أعد أعي ما أقرؤه، لذلك قطعتُ التحدّي ولا أظنّ بأنّي عائدة

قبل أكثر من عام قمتُ خلال ٣ أشهر و١٠ أيّام بتنفيذ تحدّي يتطلّب منّي قراءة ١٠٠ صفحة خلال ١٠٠ يوم أي ما يعادل ١٠٠٠٠ صفحة في ٣ أشهر و١٠ أيّام !

خرجت من التحدّي وقد قرأت ٨٠٠٠ صفحة خلال هذه المدّة الزمنيّة – مش بطّال يعني :$ – !

اليوم أعلن تكراري من جديد لهذا التحدّي 🙂 لقد كانت أيّامًا جميلة جدًا جدًا اشتقت لها :$ سأعود كذلك إلى كتابة اقتباسات وآراء حول الكتب الّتي أقرأها في ذلك الحساب القديم في تويتر .. حساب الـ ١٠ آلاف صفحة !

روابط :

تحدّي الـ ١٠٠٠٠ آلاف صفحة !

١٠٠ * ١٠٠ = ؟

حساب التحدّي على موقع تويتر

الآية (٨) سورة طه – آية ٧٢

قياسي

ما حجم ما نؤثر الله عليه ؟

إنّ حجم ما تؤثر الله عليه هو ما يُحدّد إيمانك ، لذلك كان الأنبياء هم أشدّ النّاس ابتلاءًا ، فإبراهيم عليه السلام آثر الله عزّ وجلّ على أباه ثمّ على ابنه ، ونوحٌ عليه السلام آثر الله على امرأته وابنه ، وموسى عليه السلام آثر الله على من تبنّاه وربّاه وأدخله في نعيمه ، ثمّ محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام آثر الله على عمّه وعشيرته ووطنه وأرحامه .. آثر الله على الملك الذي وعده به قومه وعلى ” الاستقرار المزيّف ” والوحدة الاجتماعيّة الظاهرة لوطنه  .

أمّا سحرة فرعون فشأنهم مع الله عجيب ، لحظة الإيمان الّتي عبّر الله عنها بقوله : ” فألقيَ السحرة سجّدا “ تُوحي لي وكأنّ جبلاً ظهر فجأة في أرواحهم فألقاها ساجدة لله كافرة بغيره . إنّ قصّة إيمانهم مهيبة لي أكثر من أيّ قصّة إيمان أخرى ، لأنّ تفسيرها النفسي معجزٌ بحق ! كيف يتحوّل الإنسان في لحظة من ناصر للطاغوت إلى مسلم لله ، كيف يتّبع دين موسى وهو لا يعرف نتائج هذا الاتّباع وتفاصيل هذه العقيدة .

ذلك يذكّرني بأولئك الذين يؤمنون بالله ويختارون سبيله لحظة سماعهم أو رؤيتهم أو إحساسهم بآية من آياته ، حيث تجتمع هداية الله مع فطرة حيّة في صدورهم فينبعث الحقّ ويعرفونه ويتمسّكون به ولا يؤثرون عليه أحدا .

الذين لا يعرفون عن الله ما نعرفه ، لكنّهم يعرفونه أعمق وأصدق ممّا نعرفه ، لم يقرؤوا قرآنه ولا حفظوا أسماءه الحسنى ولا فهموا أحكامه وأوامره ونواهيه ومع ذلك يتمسّكون بحبله أكثر ممّا نفعل نحن .. هي الفطرة المتحرّرة من أيّ غشاء دنيوي .

.

.

” قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا “ .. آثروا الله عزّ وجلّ على فرعون ، لا على فرعون الشخص بل على فرعون الفكرة الطاغوتية ، على المتجبّر الّذي ادّعى الألوهيّة واستعبد عقول النّاس وأرواحهم وأفكارهم فقال ما أريكم إلاّ ما أرى ، آثروا الله على تاريخ فرعوني طويل ألفوه واعتادوه ، ولمّا هدّدهم فرعون وأمرهم بالتراجع واتّهمهم بالمعرفة السابقة لموسى ، آثروا الله على النجاة من العذاب وعلى أيديهم وأرجلهم الّتي هددهم بقطعها  .. ثمّ آثروا الله – أخيرًا – على أرواحهم وحياتهم واستسهلوا صلبهم في سبيل الله .

نحن أحرارٌ من عبوديتك يا فرعون فماذا تصنع بنا ؟ إنّ كلّ ما تملكه أن تقضِ في حدود هذه الدنيا ، لكنّك لا تملك أمر خلودنا وحياتنا الآخرة ، لا تملك لنا نعيمًا أبديًا أو تعاسة أبديّة ، فاقضِ ما أنت قاض ، أحبّ هذا الجزء من الآية .. أحبّ قراءته ومدّ حرف الألف في ” قاض” لأشعر بمدى إيثار السحرة لله عزّ وجلّ على كلّ ما سيصنعه فرعون ، وأحبّ أن أتمّ الآية بلهجة ساخرة ممّا صنعه بهم وأنا أفكّر في مصيره ومصيرهم بعد أكثر من ٢٠٠٠ سنة على رحيلهم .

اللهمّ اجعلنا في منزلة سحرة فرعون ، وارزقنا قلوبًا صادقة مؤمنة لا تؤثر عليك أحدا ، اللهمّ ثبّتنا عند الابتلاء ولا تحرمنا نعيمك الخالد  .

الآية (٧) سورة التوبة – آية ٦١

قياسي

أتألّم وأنا أقرأ مطلع هذه الآية :  ومنهم الذين يؤذون النبيّ .. أواه كيف يتجرّئ الناس على إيذاء محمّد ؟ فتطوّع لهم ألسنتهم السخرية ممّن هو رحمة لهم وللعالمين ، ثمّ ما هو السبب الذي يدفعهم لذلك ؟ .. يقولون : هو أُذُن ! إنما محمّد أذن سمّاعة ، يصدّقنا مهما أقسمنا له كذبًا . لعمري إنّ هذا ما تفعله الألسنة السوداء بالقلوب البيضاء دومًا ، الاستهزاء متى شعرت بالحقارة والاستصغار أمامها ، أو تحوير الصفة الجميلة إلى صفة وضيعة عند عجزهم عن مجاراتها !

والله عزّ وجلّ يدافع عن نبيّه فيقول : قل هو أذن ، إيه كما أسلفتم أيّها المنافقون ، هو أذنٌ تصدّقكم وإن كذبتم ، لكنّه ” أذن خير ” ، فهو لا يصدّق الآخرين عن غفلة أو سوء تقدير كما زعمتم ، ولكنّه يفعل ذلك لأنّه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ، وعندما أقرأ هذا يتبدّل الألم إلى سعادة عظيمة ، لتكرر لساني : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين .. يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين .. يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين .

إذا أسرّت لي صديقة صالحة بأنّها ” تؤمن بي ” ينخلع قلبي سعادة ، لأنّ الإيمان هنا لا يعني التصديق فحسب ، بل هو التصديق ممزوجًا بالحبّ وبالثقة العميقة مهما أخطأتُ ووقعت في الزلل ، فكيف إذا طمأننا الله في علاه بأنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم يؤمن للمؤمنين ويثق بهم ؟ أيّ نعمة وفضل يحصل عليها الإنسان أعظم من هذه .. اللهمّ اكتبنا من المؤمنين .

ثمّ إنّ محمّدًا – بالإضافة إلى ذلك – هو رحمة للذين آمنوا منكم ، يقول الشعراوي رحمه الله بأنّ في هذا القول احترام لكلمة الإيمان الّتي أظهرها المنافقون ، وفيه إشارة إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدّعي العلم بمكنونات القلوب إلاّ ما أخبره الله به ، لذلك هو لا يملك أمام من أظهر الإيمان إلاّ تصديقه في أقواله .

قد يرى البعض في الصفات الإنسانية المتجاوزة عن الآخرين ضعف، لكنّهم يغفلون عن أنّ هذه الصفات تحتاج إلى قوّة أعظم من استعراض العضلات في ما لا ينفع ، كما أنّ الله محاسبنا – كبشر – عن تعاملنا مع ظاهر أفعال النّاس وأقوالهم وإن لعبت بنا الظنون لعبتها ، أو آمنّا بحسّنا العالي وحدسنا في التعرّف على الآخرين .

الآية (٦) سورة آل عمران – آية ٣٥

قياسي

هذه هي الآية السادسة من سلسلة ( ٣٠ آية مع الذكر الحكيم ) والتي انقطعتُ عنها سابقًا وعدتُ لها في رمضان .

الإنجاب .. إحساس قدسيّ ، وهو في أدنى مراتب قدسيته استجابة مجرّدة لفطرة الأمومة والأبوّة التي وقرها الله في صدور البشر ، وهو في أعلاها دعوة خاشعة من امرأة كامرأة عمران إذ قالت : ربّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرَّرا فتقبّل منّي .

أيّ نذر عظيم هذا ، أيّ استسلام وخضوع لله ، كيف عرفت الله حقّ معرفته وتوكّلت عليه حتّى أنّها سخّرت له أثمن ما لديها دون أن تسرد عليه شروطها الخاصّة ، ليس ذلك فحسب ! لكنّ دعاءها يحمل في باطنه صوتًا لطيفًا يقول يا ربّ ، إنّ ولدي سيكون بخير طالما أنّه لك ، يا ربّ إنّني أثق بأنّك ستحفظه أكثر من حفظي له ، وسترزقه أكثر ممّا سيرزقه أيّ سيّد غيرك يخدمه ، إنّها الأمّ الّتي أحبّت الله فوهبته ابنها طواعية ، وأحبّت ابنها كما لم تفعل ذلك أمّ من قبل فاختارت له الله سيّدًا ووكيلا .

ثمّ كيف كانت استجابة الله لها ؟

١ / فتقبّلها ربّها بقبول حسن  ٢ / وأنبتها نباتًا حسنًا ٣ / وكفّلها زكريا ٤ / كلّما دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقا ٥ / قال يا مريم أنّى لك هذا؟ قالت هو من عند الله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب .

تقبّلها بقبول أكثر ممّا تمنته امرأة عمران ، ثمّ ربّاها وأنشأها التربية الحسنة الصالحة ، ثمّ اختار لها أصلح عباده ليكفلها ويرعاها ، ثمّ رزقها من لدنه رزقًا كريمًا ، ثمّ علّمها كيف تشكره وتعترف بفضله عليها وتعيد الأمر كله إليه .

يااااه .. كلّ هذا يصنعه نذر صادق لله ، كيف تفكّر الأمّهات اللواتي يجهّزن فراش الطفل ولباسه وأحذيته وألعابه قبل مولده ولا يفكّرن باختيار سيّده ؟ وقبل هذا .. أيّ فرد ذلك الذي ننتظره من امرأة تنجب لأنّ جميع النّاس يفعلون ذلك ، أو لمجرّد رغبتها باحتضان طفل يناديها ” ماما ” ، التفريخ لمجرّد التفريخ دون التفكير بمصير هذا الجنين كروح وجسد .

لا شيء أعظم من أن يرزقك الله طفلاً .. هل تعلم ماذا يعني أن يهدي الإله ” إنسانًا ” لإنسان ؟ وهل تعتقد بأنّ الأمرّ من البساطة بمكان حيث تنجبه وترعاه ماديًا وتتجاهل مصيره الأخروي ؟ بربّكم يا بشر ! إنّ لكلّ نعمة زكاة .. وزكاة الطفل مرتفعة جدًا بحجم ارتفاع قيمة هذه النعمة ، فكروا بأنّ الله لا بدّ محاسبكم يوم القيامة عمّا قصرتم عن دفعه من الزكاة .

هبوا أبناءكم لخالقهم ، لا أعظم من أن تشكر الله على نعمة البنين بهذه الهبة ، ولا حبّ أكرم وأحنّ تمنحه لأبناءك من أن تسخّرهم لله ، وادعوا لهم .. فبالدعاء والتوكّل والاحتساب يُربّي الأبناء .

الآية ( ٥ ) – سورة النساء آية ١٩

قياسي

 

هل يؤاخذنا الله بما تكنّه قلوبنا ؟

هل يجبرنا على محبّة أزواجنا وجيراننا وأرحامنا وأئمّتنا ؟

يخبرنا الله عزّ وجلّ في هذه الآية بأنّ الحياة يمكن أن تستمرّ بشكل لطيف حتّى لو وُجدت الكراهية .. إنّه ربّ رؤوف بنا حتّى أنّه لا يُحمّلنا ما لا نطيق فيجعل الحبّ – كما تفعل الكتب البشريّة – شرطًا لاستقامة الحياة الزوجية وبناء الأسر السعيدة ، بل يجعل الأمر أكثر بساطة وعمقًا ، فليس مهمًّا إن أحببت زوجتك أو لا ، بل المهمّ بحقّ هو أن تعاشرها بالمعروف وتتقبّلها بإنسانيّة وتبحث عمّا يخفى عليك من جوانبها الجميلة .

قد تريبك هذه الفكرة ، خصوصًا إن كنتَ شخصًا عاطفيًا تفرد للحبّ مكانًا واسعًا ومقدّسًا من حياتك ، لكن أعد النظر إليها بعين واقعية ، ماذا تفعل الزوجة العاجزة عن حبّ زوجها ؟ وماذا يصنع الزوج الذي لا يطيق زوجته ؟ .. إنّ الفكرة السائدة بأنّ الحبّ هو المقوّم الأساسي للأسرّة قد حطّم – برأيي – المعاني الأكثر نبلاً والأعلى قيمة بين الزوجين ، يظنّ الرجل / الفتاة بأنّ قيمة زواجه في قيمة الحبّ الذي يتبادله مع زوجه ، فإذا ما اكتشف بأنّه لا حبّ يربط بينهما تحوّلت حياته إلى جحيم وحاصره الفشل ، ليدخل في مشاكل لا مبرّرات لها وقد ينتهي به الأمر إلى الطلاق أو ينتهي به إلى حياة قاتمة لا روح فيها !

وقد يقول قائل بأنّنا نستطيع تجنّب ذلك بنشر ثقافة الزواج بعد التعارف ، أو بمنح الجنسين فرصة واسعة للاستمرار أو الانفصال بعد الخطوبة ، وأقول بأنّ الواقع يخبرنا بأنّ احتمالية وجود جيزات غير قائمة على الحبّ موجود حتى في أكثر المجتمعات انفتاحًا ، كما أنّ الحبّ الذي يكون غزيرًا في بداية العلاقة قد يتلاشى تدريجيًا حين تكشف العشرة الحقيقية عن جوانب لم نكن نتصوّرها في أزواجنا !

.

.

ذلك الأمر الذي جاء به القرآن : وعاشروهنّ بالمعروف .. يبدو لطيفًا أكثر من الحبّ ذاته ، فالحبّ لذيذ لكنّ التقبّل رغم الكراهية إنسانيّ ، وتتعاظم إنسانيته حين تفكّر بأؤلئك الذين ابتلاهم الله بقلّة حظ في الجمال الداخليّ ، إنّ الله يأمر أزواجهم بأن يكونوا لطفاء معهم حتى لو شعروا بالكراهية تجاههم ، ليس ذلك فحسب .. لكنّه يضيف : فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا ، وكأنّه يحاول لفت انتبههم بطريقة خفيّة إلى الخير والسعادة والجمال الذي قد لا ينتبه إليه الإنسان في من يكره :”)

الآية (٤) سورة الزخرف – آية ٦٧

قياسي

الأصدقاء أربعة ، صديق يأخذني إلى الله ، وصديق آخذه إلى الله ، وصديق يجمع ما بين هذا وذاك ، أمّا الصديق الرابع فهو الذي يجرّني إلى الدنيا ويأخذني من الله .

قالت لي رقيّة مرّة : كلّ أولئك الذين لا يقرّبونك إلى الله .. اتركيهم ! وفكّرتُ كم أنّها نصيحة قاسية ، لأنّ القليل من أصدقائنا الذّي تضجّ أفئدتنا عاطفة لهم ، وتتحرك ذكرياتنا حنينًا إليهم .. القليل جدًا  منهم يقرّبوننا إلى الله ، أمّا البقيّة فإمّا أن يجرّونا إلى الدنيا أو يتركون أرواحنا جامدة دون حراك !

لكنّني عندما أعود إلى هذه الآية وأتأمّلها ، أفكّر بحجم الهمّ والخوف الذّي ينزل على الناس في حياتهم الآخرة حتّى أنّ ” الأخلاّء ” ينقلبون أعداءًا يومئذ ، وكأنّ الشعور العاطفي الإنساني يتلاشى لتظهر الأنانية المطلقة في طبيعة الإنسان عند اقتراب تحديد مصيره الأعظم .

قد أضحّي في حياتي الدنيا بروحي ومالي ووقتي متجاهلاً الصوت الأناني داخلي من أجل إنسان أحبّه ، لأنّ فطرتي الحنيفية توحي لي بأخلاقيّة هذا الفعل وبأنّه لا شكّ سوف يأتي اليوم الذي أُجازى فيه عن كلّ فعل نبيل ، أمّا وقد جاء ذلك اليوم وعرفتُ أنّها فرصتي الأخيرة ، فلن يتملّكني دافع لأيّ تضحية ، بل إنّ شعورًا بالعداء والحقد سجتاحني تجاه كلّ صديق قرّبني من النهاية البائسة في النار وباعدني عن النهاية المفلحة في الجنّة ، ستتحول تلك الأيام التي تلذذنا فيها باقتسام المعاصي إلى ألم وحسرة وندم .

وعندما سأنظر يوم القيامة إلى وجوه صديقاتي في الله – وهذه كلمة ألطف بكثير من أن تجمّد في مطوية باهتة – عندما سأنظر إليهنّ سأتذكّر كم أرشدوا روحي إلى السماء ، ومنحوني معان نبيلة ، وألهموني جمالاً ودهشة روحانية ، سأتذكر تلك الأوقات التي سقطتُ فيها فأعاروني أكتافهم للاستناد وكرروا علي اسم الله كثيرا ، سأتذكر المسجد الذي صلينا وقرأنا وبكينا فيه معًا ، سأتذكر كم ملؤوا حياتي بالحب والعاطفة الراقية فتقبلوني وتقبلوا أخطائي مهما بلغ حجمها .

.

.

” العلاقات ليست أهدافًا ” .. سمعتها من الدكتور طارق السويدان منذ أعوام عديدة والآن أستعشر عمق قوله  ، الصداقات ليست أهدافًا ، وهي ليست بشيء ذي قيمة طالما أنّها لن تأخذني معك إلى الجنّة ، إذا كنت قادرة على حملي إلى السماء فافعلي ، وإذا لم تكوني قادرة فساعديني كي أحملك إليها .. أمّا إذا لم تكوني قادرة على شيء .. فوداعًا يا صديقتي .

فتاة الطماطم | pomodoro girl

قياسي

الشخص الذي لا يضع ساعة في يده اليسرى ، جاهل في تحديد أماكن الساعات الحائطية في المنزل ، ويفشل دائما في متابعة ساعة جواله  ..

الشخص الذي يتوقف عن العمل عند كل خمسة عشرة دقيقة لأنّ الكائن الملول في داخله مستيقظ دائما ، يتقلب في رأسه مثل طفل للتو تعلّم الركض .. يلمس الأشياء كلها .. يسقط الأشياء كلها !

الشخص الذي يقرأ في ذات الفترة الزمنية ٣ كتب مختلفة العناوين ، متباينة الأفكار ، لمؤلفين لا يتفقون على لون قشرة البرتقال * ، لا لشيء إلاّ لأنّ الطفل أعلاه ما زال مستيقظاً !

الشخص الممتلئ بكلّ شيء ، الخالي من كلّ شيء ، الذي يبدئ بالمشاريع كلها .. ولا ينهي أيًا منها !

الشخص الذي لمّا قرر التوقف عن خلق المزيد من الفوضى في حياته ، خلقته الفوضى في كلّ جزء من حياة الآخرين !

الشخص الذي يعجز عن التمييز بين الساعة ونصفها ، وسؤال مثل : ” كم سيستغرق منك هذا العمل زمنيا ؟ “ سوف يستغرقه نفسيًا !

الطفل الذي أرسل لمجلّة ماجد : أنا عندي مشكلة ، لا أستطيع التركيز على شيء ، كثير السرحان ، وجميعهم يسخرون منّي !

.

.

حسنًا ، هل كانت هذه مقدمة أدبية محبطة وجالدة في تدوينة أريد لها أن تكون عملية وإدارية ؟ .. فوضى أخرى تُضاف إلى بازل يومياتي !

الحقيقة أنّي أردتُ الحديث معكم بشكل جدّي حول موضوع ( التعامل مع الوقت ) ، فعلاوة على أنّي فتاة عمياء زمنياً أستطيع القول بأنّ مشكلة ضعف التركيز تزيد الطين جفافًا !

أفكار من نوع : سوف أنظم وقتي بشكل جيد ، سأسجل جدول اليوم وسأتعهد أمام نفسي بالالتزام بهذا الجدول كانت تفشل دائماً ، فلا شيء – مهما بلّغت أهميته – قادر على التضييق علي وحبسي في زجاجة زمنية روتينية .

بلغ بي اليأس حدّ أنّي قررتُ التأقلم مع هذه المشكلة والاستمرار في السير على نهج فوضوي ، ولأنّ حلول المشاكل دائماً ما تجد طريقها ساعة نقرّر التأقلّم معها فقد حدثت المعجزة التي استطاعت تغييري خلال فترة زمنية قصيرة جدا .. إنّها تقنية الطماطم  !

.francesco-cirillo

.

في الثمانينات كان فرانسيسكو شيريلو Francesco Cirillo  طالبا في سنوات دراسته الأولى في الجامعة ، عندما وجد نفسه في ورطة حقيقية مع الاختبارات ، فالوقت الضيّق الذي لا يسمح بإنتاجية عالية هو ذات الوقت المفقود في أعمال لا معنى لها ، كلّ يوم يذهب فرانسيسكو إلى الجامعة ويعود منها محبطًا يرافقه شعور من نوع : لا أعرف حقًا ما الذي يمكنني عمله الآن ؟؟

في أحد الأيّام وأثناء تواجده في الفصل الدراسي ، أطال النظر إلى زملاءه ثمّ أعاد التفكير في نفسه : كيف أصبحت على ما أنا عليه ؟ كيف تفاعلت مع الآخرين وكيف درست ؟ كان واضحاً لديه كمية الأخطاء والانقطاعات التي تخفض من إنتاجيته ، بالإضافة إلى تدنّي مستوى تركيزه وشعوره بالارتباك .. إنّه مثلي تماما !

– هل سأستطيع مواصلة المذاكرة – بتركيز وبشكل حقيقي –  لمدّة ١٠ دقائق ؟

Read the rest of this entry

الآية ( 3 ) سورة الأنبياء الآية 79

قياسي

 

حين حلمتُ بالجنَّةِ ، أوَّل مرّة !

أن يكونَ لي جوادٌ أبيضٌ له جناحان مضيئان ، رأيتُه كثيرًا يحملني في سماءٍ مظلمة كحلية اللون والهواء ، لا أعلم هل هي أنانيةٌ منّي أنّي لم أشاهد أحدًا بالجوار ؟

في الجنَّة ، سوف تُخلق السماء لي وحدي ، سوف تخلق لي ولجوادي .. يلتقط السحاب  بلسانه كما تلتقط جياد الأرض الفستق واللوز .. والبرد يتلفُ عظامي ، يجعلني أضحك بجنون راحلةً إلى لامكان !

هكذا حلمتُ بالجنّةِ أوّل مرّة ، رحلةُ لا أعلم أين ابتدأت ولا أخطط لإنهاءها !

.

.

المطر والبجعة

حلمتُ يومًا بيوم القيامة ، ما حدث هوَ أنَّ الأرض المقابلة لنافذة غرفتي امتلأت بماء السماء مثل نهرٍ غير نقّي ، ظهرت بجعة كبيرةٌ جدًا فيه ، تحبّ أمّي طائر البجع ، ونحن نقدّس ما تحبّه الأمّهات !

حين استيقظتُ من نومي ، سجدتُ لله ودعوتُ : يالله .. أريد بجعةً بيضاء كبيرةً في الجنّة تحملني على الماء !

يا الله .. أريد بجعةً بيضاء كبيرة في الجنّة وأريد حصانًا بأجنحةٍ مضيئة !

.

.

( وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطير وكنّا فاعلين )

أمَّا داوود فقد أعطاه الله جنَّةً على الأرض ، أرجو أن يمنحنيها في السماء .. وتلك أمنيتي الثالثة !

وكأنَّي بهم أمام عينيّ .. أعظم ملوكِ الأرض ، يجلس على أطراف صخرةٍ مدببة ، أو تحت شجرةٍ لم تمت بعد ، ليسبّح الله بصوتٍ لم يؤتَ أحدٌ من العالمين مثله .

وحين يسبّح داوود ، تردّد العصافير والنوارس وبقيّة الطيور تسابيحه ، وتنحني الجبال تحاكي تراتيله ، الطيور برقّتها والجبال بجبروتها تشارك داوود عبادته  ، فأيّ نعمةٍ أوتيها نبيّ الله ؟ وأيّ جمالٍ عرفته الكائنات والجمادات لحظة إذ ؟

وإذا كانت جزيئات الهواء تحفظ أحاديثنا وكلماتنا في باطنها لتردّها إلينا يوم القيامة ، فلا شكّ في أنّها كانت تتنافس أيّها يحفظ تراتيل داوود وتسابيحه ..

تراتيل داوود .. والطير والجبال !

.

.

هل كانت الجبال الَّتي تشارك داوود تسبيحاته هي جبال الألب ؟

أتخيّل بأنّها كانت أكثر جمالاً ، كانت أحجارها مصقولة وناعمة ، وعليها مدرّجاتُ من العشب الأخضر النادي ، كانتِ الأحجار تسقط إلى سفوحها خشيةً لله ، وكانت جبالاً باكية ، لطالما اصطدمتِ السحابات الطائشة بها محدثة الأمطار !

والطيور .. ما أنواع الطيور التي سبحتِ الله مع داوود ؟

الطواويس ، النعام ، النوارس ، الحمام ، العصافير الزرقاء ، الببغاوات ، الوردي ، الصقور .. ياااه كلهم كانوا يرددون تراتيل داوود ؟

.

.

هذه الآية تجعلني أحلم كثيرًا ..

وعلى الرغم من أنّ غيرها من الآيات تحدثت عن هذه النعمة التي امتنّ بها الله على داوود ، إلاَّ أنها ولسببٍ لا أعرفه الوحيدة التي خلقت داخلي هذه الرؤية !

قال لي أحدهم بأنَّ يوم الزيادة هو يومٌ من أعظم الأيام في الجنّة يسمع فيه المؤمنون تراتيل داوود عليه السلام .

سأجعلها أمنيةً رابعة ، ويا ربّ اجعلنا من أهل الزيادة ..

الآية ( 2 ) – سورة الفتح الآية 29

قياسي

 

 

هذه الآية هيَ آخر آيةٍ من سورةِ الفتح .

وتربطني بسورة الفتح والجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم علاقةٌ عاطفية  ، بدأت حين استمعت إلى قاف والفتح ومحمَّد لأول مرة عبر مزامير ” أحمد العجمي ” وأرجو من الله ألاَّ تنتهي حتَّى تذوب كلَّ خليةٍ من قلبي في قبري الضيّق ، وتسافر روحي إلى السماء غير عائدة .

.

.

حين أجتمع مع صديقاتي وييسر الله لنا صلاة جماعة ، فإنَّ هذه الآية هي أوَّل ما أفكّر بقراءته في الصلاة ، لأنَّها تصوّر مشهدًا جميلاً عن علاقة المسلمين بأنفسهم وكيف حكتِ الكتب السماوية عن تآلفهم وتراحمهم وتعاضدهم ، هذه الآية تحوّلني إلى كأسٍ زجاجيٍ هشّ ، ثمّ تملؤه حدّ البذخِ بشعور الحنان والرحمة تجاه من أحبّ ♥ أهلي وصديقاتي والغرباء الَّذين مروا بي لمامًا ، وتمتدّ حتّى تصل كلَّ مسلمٍ على الأرض ، تلك الرابطة القدسية الَّتي تجمعنا مهما اختلفت لغاتنا وألواننا وعاداتنا .

يتحدَّثون كثيرًا عن ” الإنسانيَّة ” .. رحمتنا ولطفنا بمن يشاركنا روح الله وإن اختلفت عقائدنا ، وأنا أعلم بأنَّ الإسلام ما نزعَ الرحمة من قلوبنا تجاههم ، حتَّى أنَّه علَّمنا كيف نلطف بالحيوانات والشجر والجمادات فكيف بهم ؟ لكنِّي لا أستطيع أن أضع مسلمًا يعيش في نيروبي على كفةٍ واحدة مع كافرٍ يشاركني ذات المسكن .. عقيدتي تمنعني ذلك ، تمنعني أن أساوي في قلبي بين مسلمٍ وكافر ، أو بين موحّدٍ ومشرك ، ولا يهمُّني أن يشير الأخرون إليَّ بالعنصريّة أو التطرّف الديني  !

.

.

ولأنَّ ديني هو دين الملحمة كما هوَ دين الرحمة ، امتدح الله أصحاب محمَّدٍ بأنَّهم ” أشدَّاء على الكفَّـار ” ، أولئك الَّذين استُهلكت قلوبهم حقدًا علينا وعادونا بألسنتهم وأيديهم ، لم نُؤمر بمحاولة التقرَّبِ إليهم والتزلف لرضاهم كما يتوهم الأكثر اليوم ويفعلون ، ولسنا ضعفاء حتَّى نستجديهم صكّ الرضا عن مبادئنا وديننا وأخلاقنا ، يوجعني جدًا أن نتمسّح أقدامهم اليوم مستنزفين كلّ الطرق لإثبات أن ديننا هو دين الرحمة والتحاور و .. إلخ .

إنَّ ديني يأمرني بالجهاد ، يستحثني على القتل في ساعة المعركة ، يمتدح سلفي بأنَّهم كانوا ” أشدَّاء على الكفار ” ، ويجعل الفرار ساعة القتال واحدةً من كبائر الذنوب ، لا حاجة بي لإخفاء ذلك عن الآخرين لإثبات أنِّي مسالمٌ ولطيف ، سأتحدّث عن الكتاب كلّه كما أُمرتُ أن أؤمن به كلّه ، ولا يهمّني إن رضيَ الآخرون عنه أم لا .

.

.

هذه الآية أيضًا تجعلني أستحضر صورة أبا الخطّاب رحمه الله ♥ ورفاقه المجاهدين في الشيشان ، أناشيدهم وضحكاتهم ودموعهم .. وتلك الجنَّة الَّتي أورثوها قلبي دون أن يعلمون !

يدهشني أولئك العظماء ، حين يحفظون بين صدورهم أرقّ القلوب وأنداها ، يوزّعون الحبّ على الناس كالسكر ، ويستفزون الدموع من المآقي بابتساماتهم الهادئة ، بينما هم أودية الجحيم وزبانيته أمام أعداءهم !

لأنَّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم كان كذلك ، حيث الرقّة في روحه لا ترادف الضعف ، والشجاعة لا تنافي الرفق ، والجمال لا يمنع القتل ..

ولأنّ الرحمة لمَّا اختارت سكنًا تتخذه في الأرض ، أشارت إلى أنصال سيوف المجاهدين ، أولئك الَّذين اهتدوا بأصحاب محمّدٍ .. أشدَّاء على الكفار .. رحماء بينهم .

.

.

إضافة من رحاب :

و لا ننسى يا إحسان أن من أوامر ديننا دين الرحمه أن نخيّر الناس حين الفتح بين الإسلام ودفع الجزية أو الحرب فلا نخون عهداً ولا نقتل امرأة أو طفلاً أو عجوزاً ولا نحرق كنيسة ولا نهدم معبداً
هكذا نحن نصون للناس ممتلكاتهم ونمنحهم حرية في ممارسة حياتهم .. هكذا جاء الإسلام ليحرر الناس من عبودية الدينار والدرهم والصنم والناس هكذا حررنا خالصين لله عز وجل
فكانت سيوفنا تُرفع على كل ظالم ومعتدٍ .. وكانت رحمتنا تطال الناس كلهم ويدنا واحدة فلا عرق ولا قبيلة ولا لون يفرقنا بل هو الإسلام وحدّنا .. هكذا كنّا لا ننافق لأجل أن نحمي أنفسنا كانت عزتنا فوق كل شيء ويدنا جماعة ويد الله مع الجماعه

if i was lucid with them as im with u !

الآية ( 1 ) – سورة طه الآية 104

قياسي

 

 

يروقني هنا الحديث عن الموت !

لأنَّ الله يطمئن المؤمنين من حيث لا يشعرون ، حياتكم قصيرةً جدًا .. ومهما طالت بكم الأعمار فإنّ أمثلكم طريقةً سوف يفهم يوم القيامة بأنّها لم تكن أكثر من مجرّد يومٍ عابرٍ لا أكثر .

أفكّر كم تحمل لهم هذه الآية من العزاء  :  أحبابهم الراحلين .. سعادتهم الموؤدة  .. أمانيهم المقتولة في رحم أوطانهم .. آلامهم ودماءهم ودموعهم الحارقة .

وكم فيها من قلّة حظٍ للكافرين ، لقد بنوا حياتهم الدنيا ليومٍ واحد ، وفرحوا ليومٍ واحد ، وعملوا ليومٍ واحد ، والآن رصيدهم صفرًا من كلّ شيء !

وأنا أستحضر دائمًا هذا المشهد ، أموتُ اليوم أو غدًا .. أو بعد غد .. أو من أجل أحبّتي دعني أعيش ضعفي ما عشته الآن ، لأموت بعد 44 سنة ، سأتجاوز القبر لأنَّ الحديث عنه مخيف ، حيث لا ينجو من قبضته أحد ، وأصل بنفسي إلى حيث تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، أفكّر وأنا أجلس على الأرض وحيدة – والجميع وحيدون يوم إذٍ – : ليه سويتِ كذا يا إحسان ليه ؟ كنتِ عارفة إنو حياتك قصيرة .. والله ذنوبك كلها ما تستاهل .. لذاتك كلها ما تستاهل .. بالله ما تحسي إنو كل حياتك الي مرّت كانت يوم .. يوم مش أكثر !

نقولها دائمًا ونحن نضحك : الأيام صارت تجري .. أحادث صديقتي بسعادة وفجأة أصرخ بها : اوه .. الساعة 10 وربي ما حسيت بالوقت ، وأعود للحديث معها ولا يمرّ إلا القليل القليل لأصرخ ثانية : الساعة 11 .. مو معقولة قدها 11 ما لحقنا نقول شي !

.

.

لماذا نتجاوز دائمًا الحديث عن الموت ؟

ما إن أنطق بهذه الكلمة حتّى يتغير وجه من أمامي ويرتعد في خوفٍ : فال الله ولا فالك .. لسا نبغى نفرح فيكِ ونعيش معاكِ !

أشعر – ببساطة – بأنَّ أولئك الَّذين يفكرون بالموتِ كثيرًا ويستعدون له هم أكثر النّاس سعادة ، حيث لا يوجد لديهم شيءٌ ليخسرونه ، لا يخافون الفراق لأنّهم مدركون بأنَّ أحبابهم سوف يقابلونهم في الجنّة إن شاء الله ، لا يأبهون باللغو لأنَّ الحياة أقصر بكثيرٍ من أن تمنحهم الفرصة له ، أمّا أموالهم .. وما هي أموالهم ؟ إنّ مجرّد التفكير في الخوف على المال لهو أمرٌ مضحكٌ الآن !

ورق ..

.

.

( إن لبثتم إلاّ يوما )

اليوم .. غدًا .. أو بعد غد .. أو من أجل أحبّتي دعني أعيش ضعفي ما عشته الآن ، لأموت بعد 44 سنة.. حقيرةٌ هي الحياة والله مهما امتدَت  !

فيا ربّ حبّب إليّ الخلود وقرّبه إلى نفسي .

أو من أجل أحبّتي دعني أعيش ضعفي ما عشته الآن ، لأموت بعد 44 سنة